تحت السماء : قيادات لا متناهية في عالم مليء بالتحديات والتطورات المستمرة تطورات تكنولوجية ورقمية تتطلب منا أن نواكب التغيير باستمرار وأن نكون مرنين قدر الإمكان هنا في عالمنا تحت السماء نحن نقوم بصناعة وقيادة عالمنا الأرضي الذي يستمد روحه وقوته من السماء . نسعى هنا للمثالية لأننا نؤمن جيدا أن المثالية هي الطريقة المثلى والمنهج الحق والنهج الأخلاقي الذي دائما ما نسعى اليه، السماء هي من تقود أرواحنا وهي من تهذب شهواتنا وهي من تعطينا القوة للعيش على الأرض بسلام فخلقنا لنعمر هذه الأرض بشرط أن نكون صالحين لقول الله عز وجل " أن الأرض يرثها عبادي الصالحون" (الأنبياء - 105 ) فلابد من تحقيق شرط الصلاح لنرث الأرض ونعمرها كما أمرنا فنحن نستمد قوتنا دائما من السماء ولابد من الاستجابة للأوامر التي ترسلها إلينا هنا ونحن تحت السماء . لدينا قناعة تامة أنه لا كمال في الأرض ولا مثالية مطلقة لذا نسعى للمثالية كلا وفق أيدولوجيته المتواضعة للإرتقاء للسماء. من هنا تحت السماء نلتقي بالقيادة في كل مكان وزمان من أصغر مجتمع تحت السماء كالأسرة هناك قائد للأسرة وراع عنها مسؤول مسؤولية كاملة عن صلاح هذه الاسرة وتدبر شؤونها إلى أعلى مجتمع وأكبر هناك دولة وحاكم وشعب وسياسة وحكومات تقود هذه المجتمعات. لنطيل النظر إلى السماء ونتأمل في عظيم خلقها وخالقها، فهي سبيلنا لتوجيه مسارنا نحو التناغم والمثالية، فهي تهدينا الطريق في رحلتنا لقيادة لا متناهية في حياة متناهية، فالسماء تلهمنا بأن هناك توازنا وانسجاما في عالمنا متمثلة في القيادة المثالية فكلنا قائد تحت السماء بمستويات مختلفة وتكاليف متنوعة ودرجات متفاوتة. في عالم تحت السماء يبحث فيه الجميع عن التميز والنجاح، لذا يجب علينا أن نتعمق في النظر إلى السماء ونستلهم منها فهي تهدينا سبلنا كما قال الله تعالى " ومالنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا "ابراهيم (12) فإن تحت السماء ليس مجرد مقال، إنها لفتة تقودنا نحو تحقيق التوازن والتناغم في عالم القيادة والحياة الشخصية والمهنية. نحن هنا لنستكشف كيف يمكننا أن نصبح قادة مثاليين ومتميزين في هذا العالم تحت السماء. تحت السماء مقال أتطلع من خلاله لأنير مسارك وألهمك لتكون قائدا متميزا لا متناهيا، ولكن تحت السماء فلا قيادة لنا فوق السماء ولن تكون ستجدني دائما أكرر تحت السماء ففيها تتجلى الحقائق الأكثر صدقا لتكون واعيا للواقع أنك تحت السماء حيث تكمن الحقيقة الأسمى: أننا لسنا مثاليين نعم نسعى جاهدين لتحقيق التناغم والمثالية، ولكن لا بد أن نعترف بالأخطاء والتحديات التي تشوب طريقنا لذلك تذكر دائما أنك تحت السماء وأنك لست مثالياً وأنك خطاء فأنت تحت السماء. هنا تحت السماء نسعى في استرجاع ضميرك الباطني، نسعى في استدعاء ذكريات الضعف والألم والفشل التي عانيتها أو مازلت تعاني من جنباتها نريد استحضارها لتجنب الانحراف عن الطريق وأيضا لمنحك القوة وعدم الاستسلام والتسليم للفشل والإحباط لذلك أذكرك وأكرر دوما أنك ما زلت "تحت السماء"، وعليك أن تتعامل مع الأخطاء والتحديات بحكمة وصبر ما دمت تحت السماء. في أثناء رحلتك تحت السماء، التزم بتذكير نفسك أنك تحت السماء، وأنك مازلت سجينا للجسد الذي يحتوي روحك المقيدة لذا تذكر انك ما زلت في رحلتك الشخصية للتحسين المستمر لجسدك وروحك ومجتمعك وعالمك تحت السماء فأنته هنا الصناعة حياتك المستقبلية التي ستخلد فيها وتتدرج من تحت السماء الى فوق السماء والى عالم خفي لا تعرف خباياه لذا استمد نورك من السماء لتهديك الصراط المستقيم للوصول للسماء بسلام قال تعالى " فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( البقرة - (۳۸)، لتكن متفائلا منفتحا على الأخطاء والتحديات، ومستعدا للاستفادة منها وتحويلها إلى فرص. تلك هي القوة والقيمة التي يمنحها القادة إلى هذا العالم، حيث يمكنهم تشكيل التاريخ وبناء مستقبل أفضل. ولتكن أنته منهم قائد لامتناهي في عالم متناهي تحت السماء. بقلم: د. آمنه عبد الله علي
2024-08-02 13:35:44